مايا ماثيو 6 مارس 2019

قبل الانضمام لبعثة وادي الهودي الأثرية، كانت معلوماتي عن مصر تقتصر على الصورة الخيالية لتلال رملية بصحراء شاسعة، وأهرامات عظيمة بجانب قوافل جمال، ومقابر وكنوز الفراعنة. ظلت تلك الصور الخيالية في ذهني طوال رحلت طيراني المُتجهةإلى مصر، بالرغم من تلهفي لرؤية الأهرامات والآثار في المتحف، فقد كنُت ايضا متحمسة لاستكشاف شوارع مصر الحديثة. بدأت رحلتي الساعة الثالثة صباحاً في مطار القاهرة وقد كنت أشعر حينها بما يسمى الصدمة الثقافية. بمجرد خروجي من المطار مباشرة، اصطدمت بفكرة البقشيش عندما سارع رجُلًا لمساعدتي في وضع حقائبي بالسيارة مقابل النقود. على الطريق السريع، كانت أرى بجوارنا سيارات نقل مزينة بألوان مسرعة وأبواق السيارات حولنا من كل اتجاه وكل السيارات تأخُذ إشارات المرور كمجرد اقتراحات مرورية. لم تمض ساعات حتى كنت بمواجهة الأهرامات وأبي الهول على الطبيعة. لا يوجد كلام أو صور أو قصص تُقارن برؤية الأهرامات وأبي الهول على الطبيعة. على الرغم من روعة الموقف إلا أنني لم أستطيع الاستمتاع بالمكان بسبب تردد الباعة الجائلين، وأصحاب الجمال، الأمر الذي أصبح نوع من الأساسيات في أي مكان سياحي أو أثري قمنا بزيارته. بالرغم من ذلك، فقد كان هذا ثمن بخس مقارنة باستمتاعي وشعوري بالامتنان لقدرتي على زيارة معابد إدفو، والفيلة، معبد ستي، وأماكن أخرى.
لم تقتصر تجربتي على هذه الأماكن التاريخية المشهورة فحسب، بل تضمنت أيضًا العمل اليومي بوادي الهودي والتجول في شوارع مدينة أسوان، وتعلم شيء جديد كل يوم. تعلمت أن اسمي، مايا، كما يُنطق في اللغة العربية بمعني ماء. كنت أحاول تعلم اللغة العربية هنا وهناك ولكني مازلت أخلط بين كلمة “نعم” ومرحبا بك”. تجولت أنا وأصدقائي بالحديقة الموجودة بجوار بيت البعثة وجلسنا نحدق في النيل الأزرق الجميل. لقد تجولنا لساعات عبر المسارات الملتوية للسوق لاستكشاف المتاجر وشراء الهدايا وتذوق الأنواع المختلفة لطعام الشوارع ذات يوم اشترينا جميع أنواع الفطائر المُباعة بمحل حلويات لمعرفة أحلى الأنواع التي يقدمها المحل. لكن كانت أسعد لحظات حياتي عندما تسلقت أعلى جبال وادي الهودي بالكاميرات ومعدات المحطة الشاملة، وكانت تتطاير الرمال من حلونا كلما هبت الرياح، وأنا أرى الوادي الواسع والتلال الصخرية من حولي، والمواقع الأثرية عن بُعد حيث يعمل علماء الأثار للحفاظ على تلك المواقع. على الرغم من أن وقتي بالموقع انتهى سريعا، إلا أني سأظل احتفظ بزيارتي لمصر بكل أشكالها في ذاكرتي.
كريس بريتو 1 مارس 2019

اليوم أكملت قرابة الأسبوعين على وجودي بمصر، وكما توقعت فهي بلد مختلفة تماماً عن أي مكان أخر ذهبت إليه من قبل. فهذه أول زياراتي لبلد نامي، لذا فالاختلافات التي رأيتها بين الشعوب كانت صادمة، إلا أن المصريين الذين التقيتهم كانوا وديدين ولطفاء للغاية. ذكرني الطعام المصري ببلادي ومنزلي وساعدني في حجب الكثير من الشعور بالحنين بالوطن.
كانت الرحلات التي أجريناها إلى المواقع المختلفة في مصر رائعة، وبالأخص معبد إدفو والذي كان من أكثر الأماكن المفضلة لدي نظراً لحجم المكان والأبنية التي جعلتني أشعر بضآلتي. أثناء أعمال المسح الأثري بوادي الهودي، كنت اشعر بالإثارة كلما اكتشفنا مجموعة جديدة من البقايا التي لم يصادفها أحد منذُ 4000 عام تقريباً. لقد اكتشفت أيضاً فأس يدوي جميل يعود إلى العصر الحجري وشعرت أنه على قدر جماله فهو لا يزال من الممكن استخدامه والعمل به في وقتنا الحالي، حتى انه يمكنك رؤية الندوب المتقشرة منُذ صناعته. هناك دائماً إثارة في العثور على الأشياء أثناء المسح، وقد كافئني أحد أعضاء الفريق بعد اكتشاف الفأس اليدوي بكوب من الشاي. أتمنى أن نتمكن من التنقيب في القريب العاجل، حيث إنني أستمتع بأعمال الحفائر. لقد تعلمت طرق مختلفة وجديدة في أعمال المسح الأثري، بالإضافة إلى طرق مبتكرة لحل المشاكل الطارئة بالموقع. أتمنى العودة لمصر ووادي الهودي لاكتشاف المزيد.
جيسيكا هو 22 فبراير 2019

أنا حاليًا في مصر بصفتي أحد أعضاء فريق بعثة وادي الهودي الأثرية. وأنا أكتب هذه التدوينة لا يزال يبدو شعوري غير واقعي أنني بالفعل هنا. فمنُذ أن وصلت إلي مصر قبل أقل من أسبوع ونصف، وأنا أعيش تجربة مليئة بالمغامرات التي علمتني الكثير. لقد أتيحت لي الفرصة لرؤية عدد لا يحصي من الأثار التي درستها على نطاق واسع، كما اتاحت لي الرحلة تجربة طريقة جديدة لقيادة السيارات، حيث تُعتبر الخطوط المرسومة على الأسفلت مجرد اقتراحات للسائق، وأبواق السيارات تستعمل بكثرة كوسيلة للتواصل بين السائقين. لقد تذوقت العديد من الأطباق الجديدة، ومن الاكلات المفضلة لدي هي طبق الكشري المصنوع من مجموعة مختلطة ومتنوعة من المعكرونة المختلفة، استمتع كثيراً بطعم وملمس خلطهم معًا. علاوة على ذلك كان الوصول لموقع وادي الهودي في غاية الروعة فقد كانت من أفضل لحظات زيارتي لمصر حتى الآن. لقد قرأت الكثير من المقالات وشاهدت الكثير من الصور لهذه المواقع، لكنها كانت تجربة العمر رؤية تلك القلعة الصغيرة بالصحراء. بصرف النظر عن كل الطعام والأثار ووادي الهودي، فأن أحد أعمق الأشياء التي اكتسبتها خلال زيارتي لمصر هو الشعر بالرضاء. مصر هي أول دولة نامية أزورها وقد صُدمت من مستوى الفقر الذي يعيش به أغلبية الشعب. لكن بالرغم من الصعوبات التي يعيشونها إلا أن جميعهم لديهم الشعور بالرضا. لم يشتكي أحد أعضاء فريقنا المصري أو أي من المواطنين الذين قابلتهم من ظروفهم، بل كانوا دائمًا لديهم شعور بالامتنان والاجتهاد في العمل، ووجودي بينهم جعلني أطمح بأن يكون لدي نفس الشعور بالرضا والأخلاقيات المهنية العالية.
مرمر زاخر 20 فبراير 2019

كان انطباعي الأول عن مصر أن أهلها لطفاء للغاية. فبعد وقت قصير من وصولي إلى القاهرة توجهت لشراء هاتف محمول. وفى طريقي للخروج من المتجر تعثرت على الدرج ولكن على الفور خرج الجميع من المتجر لمساعدتي، ورفضوا خروجي من المتجر حتى يتأكدوا أنني بخير. ما أدهشني ايضًا أن القاهرة لم تكن كما وصفها أصدقائي المصريون بالخارج بأنها مدينة ملوثة وممتلئة بالقمامة، ولكن لم أشعر بهذا خلال تجولي بشوارعها، حيث شعرت بأنها مدينة مثل باقي المدن الأخرى بالعالم. الفارق الوحيد هو كثرة وجود الحيوانات بشوارعها. فعلي سبيل المثال تجد العربات التي تجرها الخيول والحمير تسير بجانب السيارات. أدركت بعد سفري لمدينة أسوان أن باقي المدن المصرية مختلفة عن القاهرة، مثال علي ذلك أن جميع اللافتات خارج العاصمة مكتوبة باللغة العربية فقط باستثناء المناطق السياحية وهو عكس مدينة القاهرة التي تجد بها لافتات باللغة الإنجليزية في كل مكان.
من بين الأشياء التي توقعتها هو عشقي للطعام المصري، والذي كان جيدًا للغاية وأكثر بكثير مما توقعت. ومن بين الكثير من الملاحظات التي أدهشتني هو أن العديد من المباني الأثرية بمصر كانت ضخمة. مازلت أتذكر كم الأفكار التي راودتني عندما رأيت الأهرامات، فقد قُلت لنفسي “إنها أضخم مما تبدو في الصور”، ومازلت أفكر في نفس الشيء كلما رأيت موقع أو مبنى أثري.
كارلي بوب 14 فبراير 2019

يُسعدني أن أعود إلى مصر لقضاء الموسم الثاني من العمل مع بعثة وادي الهودي. فقد هبطت طائرتي في القاهرة يوم 12 فبراير والتقيت بفريق العمل الذي قضيت معه يومين متواصلين من القيادة جنوباً نحو مدينة أسوان وبالطريق توقفنا عند أبيدوس لزيارة المواقع الأثرية المذهلة. فعلي الرغم من أنني زُرت مصر من قبل، إلا أن حجم المعابد ودقة نقوشها مثل تلك الموجودة بمعبد سيتي الأول بأبيدوس مازالت تبهرني كل مرة أراها. الآن، بعد أن وصلنا إلى منزل البعثة الذي استخدمناه المرة السابقة بعام 2014 – فقد حان وقت العمل. سوف نحتاج إلي بضعة أيام لتنظيم وتفريغ حقائبنا، وتعليم طلاب CSUSB مهام عملنا بالبعثة، قبل الخروج معهم إلي المواقع.
سيركز عملنا هذا الموسم على رسم مواقع الأثار، لذا سوف نضطر لتأجيل أعمال الحفائر لوقت لاحق. أنا شخصيًا أحب الحفائر – شيء ما يثيرني حول التراب والتعرق، ومحاولات إبعاد الذباب الصحراوي بالتزامن مع تدوين الملاحظات عن الموقع والتصوير الفوتوغرافي. هذا الموسم، سوف أساعد أغلب الوقت في رسم خرائط باقي المواقع التي لم نزورها من قبل، وهو أمر مثير للغاية لا أستطيع الانتظار لرؤية ما في انتظارنا.